سورة القمر ٥٤: ٢٠
{تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ}:
{تَنْزِعُ النَّاسَ}: أيْ: تقلع النّاس فيسقطون على الأرض، كما تنقلع النّخلة من جذورها من شدة الريح الصرصر، وقيل: تنزع النّاس من البيوت أو الخيام أو من أماكنهم.
يقال: قعر النّخلة: قلعها من أصولها، أيْ: جذورها فتسقط على الأرض.
{أَعْجَازُ}: جمع عجز اسم المؤخر كل شيء وعجز النّخل أصولها، أي: من الجذر.
{مُّنقَعِرٍ}: منقطع من جذوره أو مغارسه.
فقد كانت الرّيح الصّرصر الشّديدة الهبوب ترفعهم عن الأرض وتهوي به أمواتاً، وكانوا طوال القامة فكانوا حين يسقطون على الأرض كانت جثثهم بعد هلاكهم تشبه سقوط إعجاز النّخل المنقعر، أي: المقطوع بسبب الرّيح الصّرصر التي كانت تؤدِّي إلى سقوط إعجاز النّخل على الأرض بسبب برودتها وقطع التّغذية عنها كما كان النّاس الذين يسقطون على الأرض في نفس الزّمن فترى النّاس والنّخل كلاهما ساقط على الأرض.
لنقارن هذه الآية (٢٠) من سورة القمر، وهي قوله تعالى: {تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} والآية (٧) من سورة الحاقة، وهي قوله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}: شبه قوم عاد في سورة القمر بالنّخل المنقعر، وفي سورة الحاقة بالنّخل الخاوية، أي: الفارغة من داخلها, ولنعلم أن كل منقعر خاوي, والخاوي: أعم يشمل المنقعر وغير المنقعر, وكلاهما يؤدي إلى موت وسقوط النخلة. ارجع إلى سورة الحاقة لمزيد من البيان.