سورة الرحمن ٥٥: ٥
{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}:
{بِحُسْبَانٍ}: الباء للإلصاق؛ بحسبان: (للاستعانة بها على حساب الزّمن)، حسبان: على وزن فعلان صيغة مبالغة في الحساب والدّقة للزمن، فهو ليس مجرد حساب، ولكنه حسبان لا يحتمل أدنى خطأ أو زلل نحسب اليوم والشّهر والسّنة والسّاعة والدّقيقة والثّانية، وأقل من ذلك.
الشّمس بحسبان قد تعني: بحساب دقيق معلوم كم تبعد بُعداً ثابتاً لا يتغيَّر عن الأرض، وعن غيرها من الكواكب وعن القمر، وكم سرعة دورانها وجاذبيتها ودورانها حول مركز المجرة، والقمر كذلك بحساب دقيق كم يبعد عن الأرض وعن الشّمس وغيره من الكواكب وسرعة دورانه حول نفسه وحول الأرض وحول الشّمس، فلو اقترب القمر قليلاً من الأرض لجذبته الأرض وارتطم بها، ولو ابتعد قليلاً عن الأرض لانعدم المد والجزر في البحار، ولجذبته كواكب أخرى.
الشمس بحسبان: أيْ: نحسب بها السّاعات، ونعرف بها وقت الفجر والظّهر والعصر والمغرب والعشاء، ونحسب بها اليوم والسّنة الشّمسية.
والقمر: نحسب به الشّهر والسّنة القمرية.
إذن لحساب الزمن، أي: الأيام والسّاعات والشّهور والسّنين نعتمد على نظامين.
النّظام الشّمسي والنّظام القمري. فدورة الأرض حول محورها تحدِّد اليوم ووقوع الشمس في أحد الأبراج الاثني عشر يحدِّد لنا الشهر الشمسي.
ودورة الأرض في مدارها حول الشمس تحدد السنة.
ودورة القمر حول الأرض يحدد الشهر القمري. ارجع إلى سورة الإسراء آية (١٢) للبيان المفصل في السنة الشمسية والسنة القمرية.
وثبات بعض الأجرام عن بعضها البعض بما فيها الشمس والقمر والأرض والنجوم وغيرها من أعظم دلالات قدرة الله وعظمته.