سورة الرحمن ٥٥: ١٧
{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ}:
أولاً: إذا نظرنا في هذه الآية نجد أنّها تختلف عن الآيات الأخرى وهي قوله:
{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} الشعراء: ٢٧.
{بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} المعارج: ٤٠.
فقد تكرَّر ذكر (ربِّ) مرتين في هذه الآية، وصيغة المشرق والمغرب بالتثنية، وتكرار كلمة (ربِّ) تدل على أنّ هناك مشرقين ومغربين مختلفين في الزّمان والمكان.
عند خط الاستواء يصبح للأرض نهايتين أقصى اليمين وهو الشرق.
وأقصى اليسار وهو الغرب، فعندما تدور الأرض حول محورها يتبدلان ويصبح هناك مشرقان للأرض ومغربان.
وأما قوله تعالى: رب المشارق والمغارب، فيعني: لو تحركنا مع خطوط الطول والعرض لوجدنا ملايين المشارق والمغارب للشمس على الأرض.
وأما قوله تعالى: رب المشرق والمغرب، فالأرض لها شمال حقيقي واحد ودائم يحدِّده لنا ربنا بالقطب الشمالي، ورغم حركة الأرض أو الكون يبقى القطب الشمالي يشير إلى الشمال ومقابل الشمال الجنوب، وبمعرفة الشمال والجنوب نحدِّد الشرق والغرب الحقيقي.