سورة الرحمن ٥٥: ٢٩
{يَسْـئَلُهُ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ}:
{يَسْـئَلُهُ}: يدعوه ويطلب منه جميع خلقه ما يحتاجون إليه في كلّ شأن من شؤون حياتهم، وحال من أحوالهم.
{مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ}: من للعاقل واستغراقية، تعني: للجميع، في السّموات: أي: الملائكة يسألونه أن يغفر للذين آمنوا، ولمن في الأرض كقوله تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَىْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدتَّهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ} غافر: ٧-٩ {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِى الْأَرْضِ} الشورى: ٥.
{الْأَرْضِ} أي: الإنس والجن, يسألونه الرّزق والصّحة والعافية والأمن والمتاع والأولاد والأهل وكلّ شيء.
{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ}.
{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ}: كلّ: تفيد التّوكيد. واليوم: قد يعني يومنا (٢٤ساعة)، أو اليوم في القرآن يعني: مقابل النهار، مع شأنه لا ينتهي ليلاً ولا نهاراً؛ فهو في شأن دائماً، وكل لحظة يبدأ فيها يوم تسمى آن؛ أي: كل آن في شأن.
الشّأن: لا يقال إلا فيما يعظم من الأحوال والأمور، فكلّ حال شأن وليس كلّ شأن حال، الشّأن أعم والحال أو الأمر الأخص.
أيْ: كلّ وقت ولحظة يحدث أموراً ويجدِّد أحوالاً حسبما تقتضيه مشيئته المبنية على الحكمة البالغة، فيغفر ذنوباً ويُفرج كروباً ويرفع أقواماً ويضع آخرين، يحيي ويميت، يعز ويذل يُغني ويفقر ويجيب داعياً، ويعطي سائلاً ويخلق ويرزق ويشفي ويُمرض ويعافي ويبتلي.