سورة الرحمن ٥٥: ٣٩
{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْـئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ}:
{فَيَوْمَئِذٍ}: الفاء: عاطفة أو استئنافية، يومئذ مركبة من يوم (ظرف زمان) إذ: اسم ظرفي.
{لَا}: لا النّافية.
لا يُسأل عن ذنبه إنس ولا جان: قيل: يحدث هذا أول ما تبعث الخلائق، كما قال تعالى: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}. المرسلات: ٣٥.
ثم بعد ذلك يؤذن لهم فيتكلمون. كما وردت في الآيات الأخرى.
{فَوَرَبِّكَ لَنَسْـئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الحجر: ٩٢-٩٣ وفي آية أخرى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْـئُولُونَ} الصافات: ٢٤.
وإذا سُئلوا فالسّؤال لا يكون سؤال استفهام؛ لأن الله سبحانه يعلم بحالهم، وبكلّ شيء عملوه وما عملوه أيضاً مكتوب في صحائف أعمالهم.
وقد يسألون سؤال تقرير أو توبيخ وتقريع لإقامة الحُجَّة عليهم أو ليشهدوا على أنفسهم.
ويوم القيامة يوم طويل {خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} المعارج: ٤. وفيه مواطن كثيرة أو مواقف.
قد يسألون في مواطن ولا يسألون في مواطن وحسب الذّنب، فهناك من لا يسئل أبداً {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ}. آل عمران: ٧٧. وهناك: من {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ}. البقرة: ١٧٤.