سورة الرحمن ٥٥: ٤٦
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}:
يعود الله سبحانه بعد الإنذار والتّحذير إلى ذكر أكبر وأعظم النّعم في الآخرة وهي الجنة.
{وَلِمَنْ}: الواو استئنافية، لمن: اللام لام الاستحقاق (الاختصاص) من: اسم موصول تشمل المفرد والجمع والمثنى والذّكر والأنثى، وتستعمل للعاقل.
{خَافَ}: الخوف: هو الشّعور بعدم الأمن والرّاحة. خوف مقرون بالإيمان والعمل الصالح والتعظيم والرجاء.
{مَقَامَ رَبِّهِ}: أي: عظمته وجلاله أو القيام (الوقوف) بين يدي ربه للحساب والجزاء، والاطلاع على سجل أعماله.
{جَنَّتَانِ}: وكيف يخاف مقام ربه بأن ينهى النّفس عن الهوى، كقوله: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى}. النازعات: ٤٠-٤١.
جنتان: التّفسير الأوّل: بأنّ الله سبحانه أعد لكلّ عبد مقعدين مقعداً في الجنة ومقعداً في النّار. فإذا أُدخل العبد مقعده في الجنة ترك مقعده في النّار فارغاً، وإذا أُدخل العبد مقعده في النّار ترك مقعده في الجنة فارغاً، فعندها يرث كل عبد المقعد الآخر الذي تركه الآخر في الجنة أو النار، فيصبح للمؤمن مقعدان في الجنة.
ويصبح للكافر مقعدان في النار.
التفسير الثاني: ولمن خاف مقام ربه من (الإنس) له جنة، ومن الجن له جنة، أيْ: ولمن خاف مقام ربه من (الجن والإنس) لكل واحد جنة.