سورة النساء ٤: ٧
{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا}:
{لِلرِّجَالِ}: اللام: لام الاستحقاق؛ يعني: الأولاد، والأقرباء، كباراً، أو صغاراً.
{نَصِيبٌ}: هو القسم المنصوب المعين؛ الذي أوجبه الله للورثة، والنصيب يكون في المحبوب، والمكروه، ويختلف عن الحظ الذي لا يكون إلا في الخير؛ أي: لا يأتي إلا في سياق الخير، والنصيب قد يكون عادلاً أو جائراً؛ أي: زائداً أو ناقصاً عما يستحقه العبد، وهو الفرض، وسيأتي تفصيله في الآيات (١١-١٢) القادمة.
{مِمَّا}: من: بعضية، ما: اسم موصول؛ أي: الذي ترك الوالدان: الوالد، والوالدة بعد الوفاة. وما: أوسع شمولاً من الذي.
{وَالْأَقْرَبُونَ}: جمع قريب، المتوفون.
{وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ}: اللام: لام الاستحقاق (الاختصاص). النساء: تشمل الإناث صغاراً كانوا أو كباراً. لو نظرنا إلى شطر هذه الآية نجده نفس الشطر السابق، وكان بالإمكان تبديل كلمة الرجال والنساء بقول واحد، وهو للمؤمنين نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، وانتهى الأمر.
ولعلَّ الحكمة من وراء ذكر النساء خاصَّة؛ وتشمل: (البنات)؛ لأنهم كانوا في الجاهلية يحرمون المرأة من الميراث، فدرءاً لهذه الشبهة جاءت هذه الآية موضحة أن ذلك قد انتهى، ومؤكدة نصيبهن.
{مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ}: أيْ: من الميراث، سواء أكان قليلاً، أم كثيراً.
فلكل من الذكور، والإناث نصيب من الميراث، ومهما كان المقدار.
{نَصِيبًا مَّفْرُوضًا}: قدراً مفروضاً فرضه الله، كما نرى في الآيات القادمة، والمفروض الذي فرضه الله هو أهم من الواجب.