سورة الحديد ٥٧: ٩
{هُوَ الَّذِى يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}:
{هُوَ}: ضمير فصل يفيد التّوكيد والحصر، ويعود على: الله ربكم.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد المدح والتّعظيم.
{يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ}: ينزّل بصيغة المضارع؛ لتدل على التّجدد والتّكرار, ينزّل على دفعات, عبده: محمّد -صلى الله عليه وسلم-، وإضافة الهاء تدل على التّشريف والتّكريم.
{آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}: أي آيات قرآنية أو معجزات أو بيّنات أو دلائل وبراهين كافية وواضحة.
{لِّيُخْرِجَكُم مِنَ الظُّلُمَاتِ}: اللام لام التّعليل, يخرجكم من ظلمات الجهل والضّلال والشّرك، والكفر والمعاصي والهوى.
{إِلَى النُّورِ}: نور الإيمان والهدى، وهو القرآن والسّنة والإسلام، وبين أنّ النّور واحد أما الظّلمات فهي متعددة.
{وَإِنَّ اللَّهَ}: إنّ للتوكيد.
{بِكُمْ}: الباء للإلصاق, بكم خاصة أيها المؤمنون، ولم يقل بالنّاس.
{لَرَءُوفٌ}: اللام للتوكيد, الرّأفة أشد من الرّحمة، والرّأفة أخص من الرّحمة، والرحمة عامة تعم المؤمن وغير المؤمن، أما الرأفة: خاصة بعباده المؤمنين، فهو لا يحمّل عباده ما لا يطيقون، وما جعل عليهم في الدين من حرج، وشرع لهم الرخص في السفر والمرض وغيرها.
{رَحِيمٌ}: من الرّحمة على وزن فعيل: كثير الرّحمة، وخاصة بعباده المؤمنين, دائم الرّحمة، والرّحمة هي الوقاية من السّيئات والضّر وجلب ما يسُر. وإذا قارنا هذه الآية وهي قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} مع الآية (٧) في سورة النحل وهي قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}: نجد أن الآية في الحديد خاصة بالمؤمنين، والآية في سورة النحل عامة بالكل وفي سياق تعداد النعم على العباد عامة، والآية في سورة الحديد جاءت في سياق العبادة والإيمان والإنفاق ولذلك ذكر الله تعالى المعبود، وآية النحل جاءت في سياق تعداد النعم التي هي من الرب جلى وعلا.