سورة الحديد ٥٧: ١١
{مَنْ ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}:
{مَنْ}: اسم استفهام يحمل معنى التّشويق والتّرغيب، والخطاب موجَّهٌ إلى كلّ فرد.
{ذَا}: اسم إشارة، وحذف الهاء التي تفيد التنبيه.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد المدح. وإذا قارنا قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِى} مع قوله تعالى: {هَذَا الَّذِى} تستعمل الهاء (هاء التنبيه) للأمور التي تحتاج تنبيهاً أشد.
{يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}: القرض من باب التّطوع وليس الإلزام, والقرض الحسن لابدّ أن تتوفر فيه الشّروط التالية:
١ - بنيّة حسنة وابتغاء وجه الله.
٢ - بحبٍّ لا بكراهية.
٣ - لا يُتبَع بالمنّ والأذى.
٤ - ومن مال حلال طيب.
٥ - عن طيب نفس.
٦ - وأن يتحرّى الجهات فيعطي القرض لأشد النّاس حاجة.
ويجب الانتباه إلى أنّ القرآن وصف القرض بالحسن في جميع الآيات في القرآن في سورة البقرة الآية (٢٤٥) وسورة المائدة الآية (١٢) وسورة الحديد الآية (١١) وسورة التّغابن الآية (١٧) وسورة المزمل الآية (٢٠).
{فَيُضَاعِفَهُ لَهُ}: وعد الله بمضاعفة الأجر أضعافاً كثيرة؛ أي: الحسنة بعشر أمثالها إلى (٧٠٠) ضعف أو أكثر من ذلك باختلاف الأشخاص والأحوال والأوقات، ومضاعفة الأجر تعني مضاعفة الكمّ.
{وَلَهُ}: له: اللام لام الاستحقاق (الاختصاص).
{أَجْرٌ كَرِيمٌ}: كريم: يعني: الكيف، والأجر الكريم نوع من أنواع الأجر؛ فهناك الأجر العظيم، والحسن، والممنون، والكبير، والمبين؛ يعني: الجنة، فبيّن في هذه الآية الكمّ والكيف ومضاعفة الجر كما قلنا مضاعفة الكم؛ ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٤٥) لمزيد من البيان في القرض الحسن.