سورة البقرة ٢: ٤٠
{يَابَنِى إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّاىَ فَارْهَبُونِ}:
{يَابَنِى}: نداء إلى بني إسرائيل، بياء النداء للبعد.
{إِسْرَاءِيلَ}: إسرائيل؛ هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل -عليه السلام- ، وأبناؤه، وأحفاده، ينادون ببني إسرائيل؛ في زمن يعقوب، وبعد وفاته.
وفي زمن موسى كانوا يسمَّون ببني إسرائيل، وهكذا حتّى توفِّي موسى، وسُمُّوا باليهود بعد مجيء يهوذا، ولم يكن في منزلة يعقوب -عليه السلام- ، وأطلق عليهم لقب اليهود عندما عصوا ونقضوا عهودهم. وسُمُّوا بالّذين هادوا؛ أي: الّذين تهودوا، دخلوا في اليهودية. وأفضل الألقاب لقب بني إسرائيل، وذكر (٤٠) مرة في القرآن.
ويطلق عليهم وعلى أتباع عيسى -عليه السلام- بأهل الكتاب، أو بالّذين أوتوا الكتاب، أو نصيباً من الكتاب. ارجع إلى هذه الآيات للبيان.
{اذْكُرُوا نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}، اذكروا من الذكر، وهو الحفظ من النسيان؛ أي: اذكروا، ولا تنسوا نِعَمِي الكثيرة عليكم.
{نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}: منها: إنزال التّوراة، وإنزال المن، والسلوى، فلق البحر، أنجاؤكم من فرعون، وغيرها من النعم، وحين يخاطب -جل وعلا- بني إسرائيل؛ يقول: {اذْكُرُوا نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}، ولكن حين يخاطب المسلمين؛ يقول: {اذْكُرُوا اللَّهَ}؛ لأنّ بني إسرائيل؛ معروف عنهم حبهم للمال، وللدنيا.
{وَأَوْفُوا بِعَهْدِى}: لتعريف العهد؛ ارجع إلى الآية (٢٧) من سورة البقرة.
أي: امتثلوا لأوامري، وفرائضي، وخذوا بالتوراة، بقوة، وتمسكوا بها، ولا تكتموها، وأوفوا بما عاهدتموني عليه، من الإيمان والطاعة.
{أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}: بما عاهدتكم عليه، من حسن الثواب، والجنة، وتكفير السيئات.
{وَإِيَّاىَ فَارْهَبُونِ}: وإياي: تفيد الحصر؛ أي: الرهبة لله وحده؛ الرهبة: هي الخوف، والحذر معاً؛ أي: خافوني، واحذروني؛ فارهبون فيها حذف لياء المتكلم، قد يكون ذلك لأن المخاطب فئة أو جماعة من الناس.