سورة الحشر ٥٩: ١٨
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}:
نداء جديد للذين آمنوا بتكليف وأمر جديد بتقوى الله.
{يَاأَيُّهَا}: الياء النداء وللبعد والهاء للتنبيه.
{الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}: التّقوى هي امتثال أوامر الله وطاعته، وتجنب نواهيه؛ لكي نتقي سخطه وغضبه وناره.
{وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}: الواو عاطفة، واللام لام الأمر أو التّوكيد.
{نَفْسٌ}: ١ – جاءت بصيغة التّنكير تعني: أيَّ نفس مثقلة بالذّنوب أو زكية أو مطمئنة أو غيرها.
ونفس تشير إلى القلة، أي: الأنفس النّواظر لغد قلة.
{مَا قَدَّمَتْ}: ما بمعنى الذي أو مصدرية، (وما) أوسع شمولاً من الذي. قدَّمت: أحضرت أو عملت من الأعمال الصّالحة ليوم حسابها.
{لِغَدٍ}: اللام لام التّوقيت وغد يعني: يوم القيامة وجاء بصيغة التّنكير للتهويل والتّعظيم، ولقرب يوم القيامة، وتحقق وقوعه اعتبره الغد، أي: اليوم الذي يلي اليوم الذي نحن فيه، أو أي: يوم في المستقبل قريباً أو بعيداً.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ}: تكرار ذلك يعني: التّوكيدَ والحضَّ على التّقوى والاستقامة عليها.
{إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}: إن للتوكيد، خبير: ببواطن الأمور، ومخفيات الصّدور، وقدَّم خبير على ما تعملون؛ لأنّ السّياق في التّقوى والتّقوى عمل قلبي لا يعلمه إلا الله تعالى. ولم يقل: إن الله بما تعملون خبير.