سورة الممتحنة ٦٠: ١٣
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد إلى الذين آمنوا بتكليف جديد، والهاء للتنبيه.
{لَا تَتَوَلَّوْا}: لا: النّاهية، تتولوا: من الولاية وهي المحبة والتّقرب والعون أو النصح لأعدائكم ونقل أخبار المسلمين إليهم ولا تتولوهم بالنّصرة أيضاً أو لكي يصيبكم منهم منفعة أو عرض دنيوي.
{قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}: اليهود وغيرهم.
{قَدْ}: حرف تحقيق وتوكيد.
{يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ}: اليأس: هو انقطاع أو فقدان الرجاء من الشّيء أو الأمر، واليأس: محله القلب، والقنوط: أشد من اليأس، والقنوط حالة خاصة من اليأس، فحين يشتد اليأس وتظهر آثاره على الفرد يصبح قانطاً من رحمة الله وتنقطع به السبل، (ونقيض اليأس: الرّجاء)، إما لكونهم لا يؤمنون بالبعث والحساب أو يؤمنون بالحساب ولكن يئسوا من ثواب الآخرة؛ لكثرة معاصيهم وبعدهم عن الله سبحانه.
{كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}: كما: الكاف للتشبيه، أي: لا تتولوا هؤلاء اليهود الذين غضب الله عليهم الذين يئسوا من ثواب الآخرة، كما يئس الكفار من عودة أصحاب القبور إلى الدنيا مرة أخرى ليحدِّثوهم بما حلّ بهم.
ومن الجدير بالانتباه إلى نهاية السّورة، وهي قوله: يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم، تشبه بداية السّورة يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء؛ مما يدل على توافق بداية السور مع نهايتها.