سورة المنافقون ٦٣: ٤
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}:
{وَإِذَا}: شرطية تفيد حتمية الحدوث وبكثرة.
{رَأَيْتَهُمْ}: رؤية بصرية عينية.
{تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ}: الجسم: يشمل البدن+ الروح+ النفس، ويمتاز بالحياة، وأما الجسد: يشمل البدن+ الروح بدون النفس لضخامتها وهيئتها وحسن صورها.
{وَإِنْ يَقُولُوا}: إن شرطية تفيد الاحتمال والنّدرة، يقولوا: يتحدثوا بأمر ما.
{تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ}: لفصاحتهم وحلاوة كلامهم وتحسب ما يقولوه صدقاً وحقاً لحسن منطقهم.
{كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ}: شبّه جلوسهم في مجالس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنّهم خُشُب مسنّدة إلى الجدار أو الحائط؛ أي: منصوبة مستندة بشكل مائل إلى الحائط، وخُشُب: جمع خشباء، والخشباء هي الّتي فسد جوفها ونخرها السّوس فأصبحت فارغة، خُشُب مسندة لا تتحرك ولا تسمع ولا تعقل، ولا تبصر ولا تحسّ، ولو كانت خشباً مفيدة لاستعملت في السُّقُف والحيطان، أو شبّهوا لضخامة أجسامهم وحسن صورها بالأصنام المنحوتة من الخشب المسندة؛ أي: المعلّقة على الجدران.
{يَحْسَبُونَ}: من خوفهم ورعبهم يحسبون: من الحسب وهو الاعتقاد أو الظّن الرّاجح.
{كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ}: كلّ نازلة، كلّ واقعة أو حديث أو قول يخصّهم أو موجّهاً إليهم؛ وذلك لما في قلوبهم من الخوف والرّعب والذُّعر أن يكشف الله أسرارهم ويبيح دماءهم، صيحة: نكرة، مهما كانت شدتها ونوعها وتشمل كلّ أنواع الصّيحات.
{هُمُ الْعَدُوُّ}: هم: ضمير فصل يفيد التّوكيد؛ أي: أعدى الأعداء أو الكاملوا العداوة.
{فَاحْذَرْهُمْ}: الفاء للتوكيد، احذرهم: أي لا تأمنهم ولا تطلعهم على أسرارك، واحذرهم أن يتمكّنوا منك، أو احذر مؤامراتهم ولا تغترّ بظاهرهم وأقوالهم.
{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}: دعاء عليهم بالطّرد من رحمة الله، أو عاداهم الله.
{أَنَّى يُؤْفَكُونَ}: أنى للاستفهام الإنكاري وتعني: كيف يصرفون عن الحق ويميلون إلى الكفر والباطل؟ أو: من أين أو بأيّ سبب يصرفون عن الحق؟! للتعجب من جهلهم وضلالهم، والإفك: هو الكذب المتعمد، والصّرف عن الحق وقلب الحقائق.