سورة المنافقون ٦٣: ٦
{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}:
{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ}: المساواة: المعادلة، واستوى الشّيئان تساوياً؛ أي: ساوى أحدهما الآخر، وسواء: مأخوذة من التّساوي.
{أَسْتَغْفَرْتَ}: الهمزة همزة تسوية؛ لكونها واقعة بعد كلمة سواء؛ أي: الأمران متساويان عند الله تعالى سواء أستغفرت أم لم تستغفر لهم النّتيجة واحدة: لن يغفر الله لهم.
والمغفرة: تعني ستر الذّنوب ومحوها، وبالتّالي العفو.
{إِنَّ اللَّهَ}: إنّ للتوكيد.
{لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}: ارجع إلى سورة الصف الآية (٥) للبيان. والبقرة الآية (٢٦) وللربط بين هذه الآية (٦) من سورة المنافقون وهي قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} مع الآية (٨٠) من سورة التوبة وهي قوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}.
قيل: نزلت آية التوبة: قبل نزول آية المنافقون، وعندما نزلت آية سورة التوبة:
{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} قال النّبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأزيدنَّ على السّبعين) فأنزل الله: بعد ذلك الآية (٦) من سورة المنافقون: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} وروي عن ابن عبّاس قال: لما نزلت آية براءة قال النّبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأنا أسمع، إنّي قد رخّص لي فيهم، فو الله لأستغفرنّ أكثر من سبعين مرة، لعل الله أن يغفر لهم) فنزلت الآية: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}.