سورة التغابن ٦٤: ٢
{هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}:
{هُوَ}: ضمير فصل يفيد التّوكيد والحصر ويعود على واجب الوجود الّذي له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وهو الخالق أيضاً، فهذه من كمال صفات الألوهية والربوبية.
{خَلَقَكُمْ}: الخلق هو التّقدير والإيجاد، والخلق من العدم خلقكم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلّقة وغير مخلّقة.
{فَمِنكُمْ}: الفاء: للتفصيل أو التفريغ منكم: خاصة من جنسكم (من الإنس).
{كَافِرٌ}: من اختار لنفسه طريق الكفر، فالكفر من فعل الإنسان وكسبه.
{وَمِنْكُمْ مُّؤْمِنٌ}: وتكرار منكم يفيد التّوكيد، ومن جنسكم الإنس من هو مؤمن؛ أي: اختار لنفسه طريق الإيمان، فالإيمان من فعله وكسبه، وقدّم (كافر) على (مؤمن)؛ لأن الكفر هو الأعم والأكثر.
كما قال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} يوسف: ١٠٣.
{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}: والله بما تعملون من الكفر أو الإيمان بصير؛ أي: يرى أعمالكم، والعالم بها والمدرك والمحيط بكل ما يُبصر, وقدم تعملون على بصير؛ لأن سياق الآيات في عمل الإنسان.