سورة الملك ٦٧: ٢٣
{قُلْ هُوَ الَّذِى أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْـئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}:
ثمّ يخبرنا عن برهان آخر يدل على عظمته وقدرته سبحانه:
{قُلْ}: قل لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-.
{هُوَ}: ضمير فصل يفيد الحصر والتّوكيد، أي: الله سبحانه.
{الَّذِى أَنشَأَكُمْ}: من الإنشاء وهو البداية في الخلق، والخلق يكون بعد الإنشاء أوجدكم من العدم.
{وَجَعَلَ لَكُمُ}: الجعل يتم بعد الخلق لكم: اللام لام الاختصاص لكم خاصة.
{السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْـئِدَةَ}: قدَّم السّمع على البصر في حوالي (١٧) آية في القرآن، وقدَّم البصر على السّمع في سورة الكهف والسّجدة في آيتين فقط جاءا في سياق الآخرة، أمّا في سياق الحياة الدّنيا فيقدِّم السّمع على البصر لأسباب منها:
١ - السّمع يفوق البصر في الأهمية في التّبليغ والتّكليف.
٢ - يقدَّم السّمع؛ لأن السّمع لا ينقطع ليلاً أو نهاراً في النور أو الظلام.
٣ - السّمع ينشأ أو يخلق قبل البصر ومركز السمع يقع أمام مركز البصر.
وانتبه أيضاً أن الله سبحانه قدَّم كلمة العين عل الأذن في كلّ القرآن، وأفرد السّمع وجمع البصر فقال: والأبصار. ارجع إلى الآية (٧) من سورة البقرة للبيان.
{قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}: ما: النّافية وللتعليل والتّوكيد، على قلة شكركم المنعم، قليلاً ما تشكرون: أيْ: مقدار شكركم قليل أو عدد الشّاكرين قليل، قليل: نكرة تفيد التّقليل، ما: لتوكيد القلة. ارجع إلى سورة الأعراف آية (١٠) لمزيد من البيان في معنى الشكر.