سورة النساء ٤: ٤٢
{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}:
{يَوْمَئِذٍ}: يومئذٍ: أصلها: يوم + إذ: ظرف أضيف إلى ظرف، إذ: هنا للاستقبال؛ إشارة إلى يوم القيامة يوم الحساب يوم يؤتى من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، في ذلك اليوم يودُّ (يتمنَّى) الذين كفروا، وعصوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٦)؛ لمعرفة معنى الكفر.
{لَوْ}: حرف مصدري؛ للتمني، أو حرف امتناع لامتناع، وجوابه محذوف؛ أيْ: تصوره كما تشاء.
{تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ}: تسوى أصلها تتسوى بهم الأرض، أدغمت التاء في السين؛ لقرب مخارجهما؛ أيْ: ودوا لو كانوا هم والأرض سواء؛ أيْ: ودوا لو جعلوا تراباً؛ فهم لا يتمنون الموت، بل أشد من ذلك تسوى بهم الأرض مما يدل على شعورهم النفسي باليأس والحزن والخزي.
وهذا ما أشارت إليه الآية (٤٠) من سورة النبأ.
{وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِى كُنْتُ تُرَابًا}.
{وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}.
الواو: عاطفة، {وَلَا}: النافية. {يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}: يكتمون من الكتمان: وهو السكوت عن ذكر شيء كأنه على وشك الخروج من الفم، فيحاول لجمه، وعدم الإخبار به، والكتمان يختصُّ بالمعاني والأسرار، أما الإخفاء فيهتمُّ بالأشياء المادية، فهم لا يستطيعون أن يكتموا، أو يخفوا؛ أيْ: حديث من الله، أو قولاً مما قالوه، أو أخفوه؛ لأن جوارحهم تشهد عليهم يوم القيامة بعد أن يختم على أفواههم، أو يودون أن لا يطلب منهم أن يتفَّوهوا بأي حديث، ويبقوا صامتين على الإطلاق.
{حَدِيثًا}: نكرة؛ تعني: أيَّ حديثٍ، أو قول مهما كان نوعه وزمنه: تشمل كل أنواع الحديث.