سورة نوح ٧١: ٧
{وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِى آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}:
{وَإِنِّى}: تكرار إني للتوكيد.
{كُلَّمَا}: مركبة من كل الظّرفية، ما المصدرية فهي أداة شرطية تفيد التّكرار.
{دَعَوْتُهُمْ}: إلى الإيمان وعبادة الله وحده (التّوحيد).
{لِتَغْفِرَ لَهُمْ}: اللام لام التّعليل، تغفر: تستر وتمحو أو تحط عنهم خطاياهم.
{جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِى آذَانِهِمْ}: (مجاز مرسل) إطلاق الكل وإرادة الجزء عادة يجعل الإنسان طرف إصبعه أيْ: إصبع واحدة في أذنه لكي لا يسمع إلى ما يُقال فهم لم يستعملوا طرف إصبع واحدة وإنما أدخلوا أصابعهم العشرة كاملة في آذانهم لئلا يسمعوا ولو كلمة واحدة تتسرب إلى آذانهم.
وهذا دليلٌ على المبالغة في رفضهم للاستماع إليه أو كراهية الاستماع إليه، وهو يدعوهم إلى الإيمان والتّوحيد ولم يكتفوا بذلك، بل استغشوا ثيابهم.
{وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ}: أيْ: تغطوا بها كراهية النظر إلى من ينصحهم ويعظهم للإيمان بربهم، ولكي لا يستمعون إليه، ولكي لا يعرفهم ويكون شهيداً عليهم.
{وَأَصَرُّوا}: استمروا على كفرهم وشركهم.
{وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}: استكبروا عن الإيمان، استكبروا: الألف والسّين والتّاء للطلب أيْ: تكبروا وهم ليس عندهم مؤهلات الكبر، استكباراً: مصدر استكبر للتأكيد. ارجع إلى سورة البقرة آية (٨٧) لمزيد من البيان.