سورة الجن ٧٢: ٢٥
{قُلْ إِنْ أَدْرِى أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى أَمَدًا}:
{قُلْ}: يا رسول الله لكفار قريش.
{إِنْ أَدْرِى}: إن: نافية، أيْ: ما أدري (إن أقوى نفياً من ما).
{أَقَرِيبٌ}: الهمزة للاستفهام التّقريري.
{مَا تُوعَدُونَ}: ما أدري الذي أو كل ما توعدون من العذاب هل سيكون قريباً.
{أَمْ}: للإضراب الانتقالي.
{يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى أَمَدًا}: أيْ: يؤخره لزمن بعيد، وقدَّم (له) الجار والمجرور للحصر.
والأمد أما أن يكون ظرفاً للزمان أو المكان, وهنا في هذه الآية هو للزمان؛ أي: هو: الزّمن، أيْ: ما توعدون يحتمل أن يكون قريباً أو بعيداً فأنا لا أدري.
لنقارن هذه الآية {أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى أَمَدًا} مع الآية (١٠٩) من سورة الأنبياء وهي قوله: {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ}.
ففي آية الجن لم يقابل القريب بالبعيد لم يقل أقريب أم بعيد؛ لأن السّياق في آية الجن في الدّنيا، وأمّا السّياق في آية الأنبياء فهو في الآخرة لقوله: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِىَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} أما في آية الجن فالعذاب يحتمل أن يكون قريباً في الدّنيا (مثل بدر) أو بعيداً (يوم القيامة) بينما في آية الأنبياء محصور في يوم القيامة.