سورة الإنسان ٧٦: ١
سورة الإنسان
ترتيبها في القرآن (٧٦) ترتيبها في النّزول (٩٨).
{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْـئًا مَّذْكُورًا}:
{هَلْ}: استفهام يفيد أو بمعنى التّقرير جاءت بصيغة السّؤال بدلاً من صيغة الخبر، وطلب من القارئ أن يجيب بنفسه على هذا السّؤال، ولا يجوز القول: هل معناها قد كما قال البعض؛ لأنّ ذلك يعني: أن المتكلم قرَّر ذلك، وأخبر بنفسه وغير القصد من المعنى بينما الحقيقة السائل يريد من المستمع أن يجيب على السؤال ويقر بذلك.
{أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}: أتى: تعني المجيء بسهولة بعكس جاء على الإنسان: اسم جنس يعني: ولد آدم ومشتقة من الأنس يأنس بغيره، أو لأنّه غير مختف كالجن فهو يُبصر ويُرى، حينٌ: الحين هو زمن غير محدَّد مهما كان طوله أو قصره.
{لَمْ}: للنفي.
{لَمْ يَكُنْ شَيْـئًا مَّذْكُورًا}: هنا احتمالان: يحتمل أنّه لم يكن شيئاً، ويحتمل أنّه كان شيئاً ولم يكن مذكوراً.
وقيل: الإنسان هنا يعني: آدم -عليه السلام- ، والحين الذي مرَّ عليه (٤٠) سنة كان مصوراً من طين، ثم من حمأ مسنون، ثم صلصال كالفخار، لا يذكر ولا يعرف ولا يُدرى ما اسمه، إلى أن نفخ فيه الرّوح، وقيل: الإنسان حين يكون في أصلاب الآباء، وقبل أن يصبح نطفة، ثمّ علقة، ثمّ مضغة.
لم يكن شيئاً مذكوراً، وجاءت سورة الإنسان لتذكر الإنسان بخلقه، ثمّ بتزويده بطاقات السّمع والبصر، ثمّ هدايته السّبيل، ثمّ جزاء الكافرين وجزاء الأبرار والنّعيم الذي ينتظرهم ونددت بحب الدّنيا وحثت على الصبر وأن القرآن تذكرة ومنزل من الله رب العالمين. ارجع إلى سورة مريم آية (٦٧) لمعرفة الفرق بين قوله تعالى: {لَمْ يَكُنْ شَيْـئًا مَّذْكُورًا} الإنسان: ١، وقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُ شَيْـئًا} مريم: ٦٧.