سورة النساء ٤: ٦٩
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّنَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}:
سبب النزول: روى ابن عباس، وذكره الواحدي في أسباب النزول، نزلت هذه الآية عندما سأل بعض الصحابة الذي يحبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حباً شديداً؛ ومنهم: ثوبان كيف سيرون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الآخرة؟ فنزلت هذه الآية، والتي هي: بشرى لكل مؤمن يحب الله ورسوله.
{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّنَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}:
{وَمَنْ}: الواو: استئنافية. من: شرطية.
{يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ}: فطاعة الرسول من طاعة الله، وطاعتهما واحدة، والطاعة تعني: العمل بما أمر الله سبحانه به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
{فَأُولَئِكَ}: الفاء: رابطة لجواب الشرط تفيد التوكيد.
أولئك: اسم إشارة للبعد تحمل معنى التعظيم والعلو.
{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم}: من: ابتدائية.
الذين أنعم الله عليهم: من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين.
{النَّبِيِّنَ}: جمع نبي.
{وَالصِّدِّيقِينَ}: جمع صديق أمثال: أبي بكر -رضي الله عنه- وغيره، وتعني: الذين آمنوا بالله ورسوله، وصدقوا بكل ما جاء به الوحي، والذين يقولون الصدق والحق رضي الله عنهم.
{وَالشُّهَدَاءِ}: جمع شهيد؛ وهم الذين قتلوا في سبيل الله.
{وَالصَّالِحِينَ}: جمع صالح؛ وهو المؤهل لحمل الخلافة الإيمانية في الأرض، والإصلاح في الأرض. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٣٠)؛ لمزيد من البيان.
{وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}: ثناء من الله سبحانه على هؤلاء الأصناف الأربعة، وحسن يعني: الحسن على وجه الدوام، والاستمرار الذي لا ينقطع.
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة، واللام: للبعد تدل على علو مكانتهم وتعظيمهم.
والرفيق: هو المرافق المصاحب لك، خاصَّة في السفر؛ ومأخوذة من الرفق، وهو اليُسر والأنس، فهم رفقاء في الجنة يزور بعضهم بعضاً، وإن اختلفت درجاتهم.