سورة النساء ٤: ٧٩
{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}:
{مَا}: نكرة لغير العاقل وشرطية.
{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَّفْسِكَ}:
أولاً: قال: ما أصابك، ولم يقل: ما أصبت.
{مَا أَصَابَكَ}: أيْ: ما يأتي به الله لك من الابتلاء بالحسنات، ويوفقك على فعله، والصبر عليه، وشكره كله من فضل الله تعالى. ارجع إلى الآية السابقة (٧٨)؛ لمعرفة معنى الحسنة.
وما أصابك من الابتلاء بالسيئات: فهو من عند الله تعالى، وكذلك بسبب ما قدَّمت يداك، وهو كذلك خير إن صبرت واحتسبت لله، وتكرار ما أصابك مرتين للفصل بين الإصابة بالحسنات، والإصابة بالسيئات، أو كلاهما معاً.
فما يصيبنا من سيئة: قحط، أو مرض، أو مكروه، أو فقر، أو ألم، أو هزيمة؛ فذلك بما قدَّمت أيدينا، وهو بإذن من الله، وهو قضاء وقدر؛ ليرفع به درجاتنا في الآخرة، ويمحو عنا سيئاتنا، أو هو ابتلاء، واختبار؛ لرفع الدرجات.
{وَأَرْسَلْنَاكَ}: يا محمد للناس: اللام: لام الاختصاص.
{رَسُولًا}: أيْ: لتبلغهم رسالات ربك، وبشيراً، ونذيراً لهم.
{وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}: يكفي بالله: الباء: للإلصاق والتوكيد؛ أن يكون شهيداً لك بأنك رسوله، وأن ما يصبهم من سيئة لست لك بها دخل، ولست أنت السبب، كما يظن بعضهم ظناً باطلاً، ولمعرفة معنى (شهيداً): ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٣٣).