سورة النساء ٤: ٨٩
{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}:
{وَدُّوا}: تمنوا لو تكفرون: ولم يقل: تكفروا، بل قال تكفرون جاء بنون التوكيد.
{لَوْ}: حرف مصدري للتمني، لو تكفرون كما كفروا، لو تضلون كما ضلوا. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٦)؛ لبيان معنى الكفر.
{فَتَكُونُونَ سَوَاءً}: أيْ: متساوون معهم في الكفر، والضلال بسبب حسدهم وغيضهم، ولذلك فاحذروهم، فلا تتخذوا منهم أولياء.
{فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ}:
{فَلَا}: الفاء للتوكيد.
لا: الناهية. {تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ}: جمع ولي، ونصير.
{حَتَّى}: حرف غاية نهاية الغاية.
{يُهَاجِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ}: يهاجروا إلى المدينة، ويقطعوا صلتهم بالكفار، وليس الأمر مجرد الهجرة، فلا بُدَّ من الإخلاص في إيمانهم، وهجرتهم، ولا يهاجروا لأغراض دنيوية.
والهجرة في سبيل الله تدل على صدق إيمانهم.
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}:
{فَإِنْ تَوَلَّوْا}: فإن أعرضوا عن الهجرة، أو هاجروا، ثم ارتدوا عن الإيمان إلى النفاق، والكفر، أو استمروا على كفرهم ونفاقهم.
{فَخُذُوهُمْ}: من الأخذ، ويعني: الأسر.
{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ}: أينما وجدتموهم، سواء في الحرب أو غير الحرب، أو من حالة الأمن أو غير الأمن، أو السلم أو غير السلم؛ لأنكم قادرون عليهم، وأقوى منهم.
{حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ}: أيْ: في أية فرصة تجدونهم فيها، وفي أيِّ مكانٍ وزمانٍ في الحل والحرم.
{وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}: لا: الناهية؛ أيْ: لا تطلبوا من أيِّ واحدٍ منهم، (من هنا استغراقية)؛ أيْ: تشمل كل واحد أن يكون لكم ولي؛ أيْ: معين ومساعدٌ، ولا نصير. ولا تسألوا أياً منهم أن يقاتلوا معكم، أو ينصروكم بالقوة ما داموا على ذلك، ثم استثنى من أخذهم أسرى، وقتلهم بعض الأشخاص، كما ورد في الآية (٩٠).