سورة البروج ٨٥: ١٠
{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}:
{إِنَّ الَّذِينَ}: إنّ للتوكيد، الذين: اسم موصول يفيد الذم.
{فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}: فتنوا: من الفتنة: وهي الابتلاء بالخير أو الشر، ولكن الفتنة أشد من الابتلاء وأخص، والفتنة لها أشكال كثيرة قد تكون بالأموال والأولاد والمحن والهلاك أو العذاب أو في الدين؛ فهم فتنوهم بالرّجوع عن دينهم أو بإلقائهم في النّار وإحراقهم.
{ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا}: ثمّ للتباين بين التّوبة وفتنة الذين آمنوا، ارجع إلى سورة النساء الآية (١٧) لمعرفة التّوبة وأركانها وأنواعها.
{فَلَهُمْ}: الفاء للتوكيد، لهم: اللام لام الاختصاص والاستحقاق.
{عَذَابُ جَهَنَّمَ}: أي لهم عذابان: عذاب على كفرهم وعذاب على قتلهم وإحراقهم المؤمنين، عذاب جهنم المتعدد الصّور مثل: عذاب الحميم والزّمهرير وغسلين وطعام الزّقوم.
عذاب جهنم: ارجع إلى سورة الرعد الآية (١٨) للبيان.
{وَلَهُمْ}: تكرار لهم للتوكيد.
{عَذَابُ الْحَرِيقِ}: كما أحرقوا المؤمنين والمؤمنات لا بد من إحراقهم في نار جهنم فالعذاب من جنس العمل.
وهذه الآية عامة وليست خاصة بأصحاب الأخدود أو كفار مكة، تشمل كلّ من يفتن المؤمنين والمؤمنات في دينهم، والعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السّبب.