سورة العلق ٩٦: ٢
{خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ}:
يمكن أن نقسم مراحل تكوين الجنين إلى مرحلتين هما:
أولاً: (مرحلة الخلق الأولى) وتسمى بمرحلة المضغة، وتبدأ بالأسبوع الأول وتنتهي بنهاية الأسبوع الثّامن وتضم:
مرحلة النّطفة.
مرحلة العلقة.
مرحلة المضغة.
مرحلة تشكل العظام.
مرحلة كسو العظام باللحم (العضلات).
ثانياً: مرحلة الجنين وتبدأ ببداية الأسبوع التّاسع حتى نهاية الحمل وتسمى بمرحلة الجنين، لندرس الآن كل مرحلة من هذه المراحل وما يحدث فيها من تغيرات وتشكلات في جسم الجنين، وننظر إلى الزّمن بشكل خاص، ونبدأ هذه الدّراسة بذكر ما جاء في القرآن الكريم في سورة المؤمنون آيات (١٢-١٤) يقول سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}.
مرحلة المضغة وتضم:
أ ـ مرحلة النّطفة: ما إن تبدأ عملية الإخصاب بالتقاء ماء الرجل بماء المرأة يخترق إحدى هذه الحيوانات المنوية التي تقدر بالملايين البيوضة فقط ولا يسمح لغيره بالدّخول، عندها تبدأ المرحلة المسماة بمرحلة النّطفة وتبدأ بالانقسامات الخلوية إلى اثنين ثم أربع ثم ثمان ثم (١٦ خلية) وهكذا، وإذا دخلت يومها الخامس أصبح عدد هذه الخلايا ما بين (١٠٠-١٥٠ خلية) وعندها تشكل ما يسمى البلاستوست.
يمكن تعريف البلاستوست بأنها: المرحلة الأولية من تطور المضغة عندما تكون بشكل كروي مركبة من طبقتين من الخلايا: الطبقة الأولى وتسمى كتلة الخلايا الدّاخلية والتي تنمو وتتطور لتشكل الجنين، وأما الطّبقة المحيطية أو الخارجية التي تشبه حلقة الخاتم فهي تشكل المشيمة.
وفي اليوم السّادس تشق النّطفة طريقها إلى سطح بطانة الرّحم؛ كي تنغرس فيه.
وفي اليوم السّابع يبدأ تشكل المشيمة من خلايا الطّبقة الخارجية للبلاستوست.
وفي اليوم الثّالث عشر يبدأ تشكل الدّم والأوعية الدّموية.
وفي اليوم الرّابع عشر (أي أسبوعين) تكتمل بذلك مرحلة النّطفة.
إذن مرحلة تشكل النّطفة تستغرق أسبوعين من بداية التّلقيح.
ب ـ مرحلة العلقة: يقول سبحانه وتعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً} المؤمنون: ١٤، وتستغرق هذه المرحلة من اليوم (١٤) حتى اليوم (٢٤-٢٥) من التّلقيح، وسميت بهذا الاسم لكونها تعلق بجدار الرّحم وتشبه قطعة من الدم الجامد، والله سبحانه ذكر هذه المرحلة فقط من بين المراحل الأخرى لأهميتها. ارجع إلى سورة المؤمنون الآيات (١٢-١٤)، وسورة الحج الآية (٥) لمزيد من البيان.