سورة التكاثر ١٠٢: ٨
{ثُمَّ لَتُسْـئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}:
{ثُمَّ}: للتباين بين السّؤال عن النّعيم ورؤية الجحيم المروّع.
{لَتُسْـئَلُنَّ}: اللام والنّون في "تسألن" للتوكيد, والسؤال هنا لماذا نسأل عما أباحه الله تعالى وقال لنا: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} البقرة: ١٧٢, {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} النساء: ٣, وغيرها من الآيات؛ السؤال قد يكون عن الشكر, وعن تأدية الزكاة, والصدقات, والإسراف, والتبذير… وغيرها.
{يَوْمَئِذٍ}: يوم القيامة. مركبة من: يوم أضيف إليه ظرف آخر هو إذ.
{عَنِ النَّعِيمِ}: من النعمة، والنعمة: تعني نعم الدنيا الظاهرة والباطنة, وهي نعم زائلة, وكلمة النعيم وردت في (١٥) آية معرفة بأل التعريف وكلها تعني نعيم الآخرة؛ أي: الجنة, وفي آية واحدة وردت النعيم التي تعني نعيم الدنيا من مسكن ومطعم ومشرب وملبس وفراغ ومال وجاه؛ أي: لتسألن عن التكاثر الذي ألهاكم، أو عن ذلك النعيم الزائل الذي شغلكم عن ربكم, أو قد تعني نعيم الأخرة نعيم الجنة؛ لأن السياق في الكفار سوف يسألون سؤال تقريع وتأنيب, وفي الآية تهديد ووعيد شديد للكفار.