سورة النساء ٤: ١٣٢
{وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}:
في هذه الآية كرر تعالى فيها الإعلان عن استحقاقه الحمد، والغنى، وأنه المعبود الحق؛ لأنه مالك كل شيء، ما في السموات، وما في الأرض، ولقيوميَّته عليها، وهو في الحقيقة ليس تكرار، كما سيأتي بعد قليل.
{وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}: بالله: الباء: للإلصاق، والتوكيد.
الوكيل: هو الكافي يفوض إليه الأمر كله، والمتولي تدبير خلقه بعلمه، وكمال قدرته، وحكمته الذي يكفيكم، ويغنيكم عن كل ما سواه؛ أيْ: هو المعين على كل شيء، والقادر المقتدر على فعل ذلك وحده؛ لأنه مالك كل شيء، والقائم عليه، وهو الحفيظ. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (٨٩)؛ لمزيد من البيان.
وتكرار هذه الآية: {وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ} في الآية (١٢٦)، والآية (١٣٠)، والآية (١٣١)، والآية (١٣٢): له دلالات بيانية مختلفة:
ففي الآية (١٢٦): فيها تحذير وإنذار بأن تعلموا بأن: {وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ مُّحِيطًا}: محيطاً بما تقولون، وتفعلون.
وفي الآية (١٣٠): {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ}؛ لأن لله ما في السموات وما في الأرض، فهو قادر على إغناء الزوج والزوجة من سعته إذا حدث الطلاق، {وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا}.
وفي الآية: (١٣١): فهي استجابة أو رداً على قوله تعالى: أن اتقوا ربكم وإن تكفروا فإن الله غني عنكم وعن إيمانكم؛ لأن: {لِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}.
وفي الآية: (١٣٢): هي استجابة، أو رداً على قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِـئَاخَرِينَ} أفضل منكم؛ لأنه سبحانه: {وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}.