سورة النساء ٤: ١٥٤
{وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِى السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِيثَاقًا غَلِيظًا}:
{وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ}: فوق بني إسرائيل.
{الطُّورَ}: أقل من الجبل حجماً وارتفاعاً وطولاً.
{وَرَفَعْنَا}: وفي آية أخرى، قال تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ} الأعراف: ١٧١.
والنتق: يكون أولاً، ثم الرفع ثانياً، والنتق: يعني: القلع من جذره. وذكر الجبل والنتق في سياق التهديد الأشد، وذكر الطور والرفع في سياق التهديد الأقل شدة.
حدث هذا النتق، ثم الرفع بعد أن امتنعوا من الأخذ والالتزام بتطبيق أحكام التوراة، وأعرضوا عن طاعة الله، وما جاء به موسى -عليه السلام- ، والاستجابة له بعد أن أخذ عليهم الميثاق من قبل أن يعملوا على تطبيق ما أمرهم الله به، ونهاهم عنه، فلما رفع فوقهم الطور وأيقنوا أنه واقع بهم، عاهدوا الله عهداً مؤكداً جديداً للعمل بما في التوراة، فقبل الله منهم عهدهم.
{وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}: ادخلوا باب بيت المقدس سجداً؛ أيْ: خاضعين خاشعين لله، فرفضوا.
{وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِى السَّبْتِ}: عدم اصطياد الحيتان (السمك) في يوم السبت؛ فخالفوا واصطادوا. ارجع إلى سورة الأعراف، الآيات (١٦٣-١٦٦).
{وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِيثَاقًا غَلِيظًا}: عهداً، موثقاً مؤكداً جديداً بالإيمان، والأخذ بالتوراة، بقوةٍ وجدٍّ، والعمل بها، وذكر الميثاق الغليظ في ثلاث آيات. ارجع إلى الآية (٢١) من نفس السورة.