سورة النساء ٤: ١٦٢
{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا}:
{لَكِنِ}: حرف استدراك.
تعريف الراسخ في العلم: هو الثابت على إيمانه، لا يتزحزح عنه، ولا تأخذه الأهواء، أو النزوات، وهو صاحب يقين. ارجع إلى سورة آل عمران، آية (٧)؛ لمزيد من البيان.
{مِنْهُمْ}: من أهل الكتاب.
{وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}: أيْ: ليس كل أهل الكتاب نقضوا الميثاق، وكفروا بآيات الله، وقتلوا الأنبياء، وأكلوا أموال الناس، هناك فئة منهم.
{يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}: وهو القرآن، أمثال: عبد الله بن سلام، وأصحابه.
{وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ}: من سائر الكتب الأخرى.
{وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ}: بدل من المقيمون الصلاة؛ لكونها معطوفة على مرفوع (المؤمنون)، فعطف بالنصب على المرفوع؛ أيْ: كسر الحق إعراب هذه الكلمة؛ ليلفتنا إلى (أهمية الصلاة).
وإثارة الانتباه إليها وفضلها، وهناك في الشعر ما يقال له: كسر الإعراب بقصد المدح، فهي منصوبة على الاختصاص.
لأن إقامة الصلاة فيها دوام وإعلان الولاء لله، حيث لا ينقطع الولاء في أيِّ حالٍ من أحوال المسلم، ولا في أيِّ زمنٍ ما دام فيه العقل.
{وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}: عاد إلى الرفع، فقال: المؤتون، المؤمنون.
{وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}: قمَّة وبداية الإيمان، الإيمان بالله تعالى، والإلوهية، والربوبية، والصفات، والأسماء، والتنزيه، والإيمان باليوم الآخر. ارجع إلى سورة البقرة آية (٨) لمزيد من البيان.
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة، يدل على بعد المنزلة، وارتفاع مكانتهم.
{سَنُؤْتِيهِمْ}: السين حرف استقبال لاستقبال القريب.
{أَجْرًا عَظِيمًا}: هو الجنة ونعيمها، وتنكير الأجر؛ للتفخيم والتعظيم.