سورة النساء ٤: ١٦٤
{وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}:
{وَرُسُلًا}: جمع رسول، والرسل تشمل الرسل والأنبياء، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً، وهناك فرق بين الرسول والنبي؛ فقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث صحيح رواه الإمام أحمد في «مسنده»: أن عدَّة الأنبياء مئة وأربعة وعشرون ألف نبي، وعدَّة الرسل: ثلاثمئة وبضعة عشر رسولاً (٣١٤).
والتعريف العام، أو المختار: أن الرسول من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي: هو المبعوث لتقرير شرع من قبله، والكل مأمورون بالتبليغ....
{قَدْ}: حرف تحقيق، وتوكيد، وتقريب؛ أيْ: قصصناهم عليك منذ زمن قريب.
{قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ}: أيْ: قصصنا عليك أخبارهم في القرآن، وعددهم (٢٥) رسولاً.
{مِنْ قَبْلُ}: إنزال سورة النساء؛ أيْ: في السور الأخرى التي أنزلت قبل سورة النساء، وسورة النساء من أواخر السور ترتيبها في النزول (٩٢).
{وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}: أيْ: رسلاً آخرين لا تعرفهم، وعليك الإيمان بهم جميعاً: {لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}، حيث قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا} النحل: ٣٦.
{وَإِنْ مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} فاطر: ٢٤.
{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}: أيْ: من وراء حجاب، حين نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة من جانب الطور الأيمن.
{تَكْلِيمًا}: للتوكيد أنه تكليم مباشر ومن وراء حجاب، وليس عبر جبريل -عليه السلام- .