سورة النساء ٤: ١٦٨
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا}:
هذه الآية ليست تكراراً للآية السابقة؛ فهي آية يبيِّن الله فيها حُكمه في {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}: أي: الذين ذكرهم الله في الآية (١٦٧).
{إِنَّ}: للتوكيد.
{الَّذِينَ}: اسم موصول فيه معنى التحقيق.
{كَفَرُوا}: ارجع إلى الآية (١٦٧)، من نفس السورة.
{وَظَلَمُوا}: أيْ: أشركوا، وظلموا بارتكاب المعاصي، والآثام، والمحرمات، وظلموا بكتمان نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وظلموا بصدِّ الناس عن دِين الإسلام، أو ظلموا أنفسهم بالخروج عن طاعة الله ورسوله، وغيرهم وبأوجه الظلم الأخرى.
{لَمْ}: حرف نفي.
{يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}: اللام في كلمة ليغفر: للتوكيد (لام النفي)؛ أيْ: لم يكن الله ليغفر لهم إذا ماتوا وهم على الكفر والظلم، ولم يتوبوا إلى الله -سبحانه وتعالى- ، ويكفوا عن ظلمهم.
{وَلَا}: لا: نافية مؤكدة لحرف لم؛ لنفي المغفرة لهم، ولنفي الهداية، ونفي كلٍّ منهما وحده، أو معاً.
{لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا}: طريقاً نكرة؛ تعني: أيَّ طريقٍ يوصل إلى الهدى.
وكلمة طريق ذكرت في القرآن في أربع آيات في سورة النساء الآية (١٦٨-١٦٩), وفي سورة الأحقاف الآية (٣٠), وهي قوله تعالى: {يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ}, وفي سورة طه الآية (٧٧), وهي قوله تعالى: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِى الْبَحْرِ يَبَسًا}, والطريق عادة يكون صعباً غير سهلاً أو وعراً إلا إذا اقترن بالمستقيم.