سورة المائدة ٥: ٧
{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِى وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}:
{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}: نعمة الإسلام، والإيمان.
وتعني: النِّعم كلها، وفي هذا حثٌّ على الشكر.
{وَمِيثَاقَهُ الَّذِى وَاثَقَكُمْ بِهِ}: وميثاقه: فيه عدة تفسيرات: واثقكم به؛ أيْ: عاهدكم به.
١ - الميثاق الذي أخذه من بني آدم، حين أخرجهم من ظهر آدم (ميثاق الذر). كما جاء في الآية (١٧٢) من سورة الأعراف.
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِى آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}.
٢ - ميثاقه؛ عندما دخلتم في الإسلام، وأعلنتم الشهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً -صلى الله عليه وسلم- رسول الله.
٣ - وقيل: ما أخذ عليكم من عهود، ومواثيق على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ بالوفاء، كما في الآية (١٠) من سورة الفتح: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}.
{إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}: إذ: ظرفية زمانية؛ تعني: حين قلتم: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}: بايعتموه على السمع والطاعة، في السرَّاء والضرَّاء، وفي المنشط والمكره.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ}: بامتثال أوامره وطاعته، فيما أمر به، وما نهى عنه، سواء لتتَّقوا سخطه، وغضبه، وناره.
{إِنَّ اللَّهَ}: إنَّ: للتوكيد.
{عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}: ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة آل عمران.