سورة المائدة ٥: ٥٧
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ}:
أسباب النزول: روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- : أن قوماً من اليهود والمشركين، ضحكوا من المسلمين، وقت سجودهم، فنزلت هذه الآية.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا}: نداء إلى الذين آمنوا بعدم اتِّخاذ الذين يتخذون الدّين مادةً للهزء واللعب، أولياء من الذين أوتوا الكتاب (اليهود والنصارى)، والكفار، بمن فيهم (المنافقون).
وهُزُواً: من الاستهزاء، وهو التحقير والاستخفاف والتصغير. والاستهزاء عام يشمل الأشخاص, والآيات, والأعمال, ويختلف عن السخرية التي تكون في الأشخاص فقط.
أو العيب بدينكم، وهُزُواً: مشتقة من فعل: هزأ، يهزأ، لعباً: يعني: عبثاً.
أيْ: لا يصح أن يقابل من اتَّخذ دِينكم هزواً ولعباً، بأن تتخذوه ولياً، بل يقابل بالبغضاء والشنآن.
{مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} الذين أوتوا الكتاب: فيها ذم مقارنة بقوله تعالى: بأهل الكتاب؛ أولياء: جمع ولي, والموالاة تعني: الإخلاص, والمودة, والقربى, والبطانة.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ}: في موالاة الكفار، والذين أوتوا الكتاب؛ أيْ: أطيعوا أوامر الله تعالى، وتجنبوا نواهيه في مسألة الولاية.
{إِنْ كُنْتُمْ}: إن: شرطية؛ تفيد الاحتمال.
{مُّؤْمِنِينَ}: حقاً؛ لأن الإيمان الحق يأبى موالاة أعداء الدِّين، أو إن كنتم مؤمنين؛ للحث والإثارة على عدم اتخاذ الذين أوتوا الكتاب والكفار أولياء. ارجع إلى الآية (٥٨) من سورة المائدة؛ لمزيد من البيان.