سورة المائدة ٥: ٦٧
{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}:
نداء من الله تعالى إلى رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، فيه التعظيم والتكريم؛ لأنه لم يناده، مثلما نادى الرسل الآخرين بأسمائهم: يا إبراهيم، يا عيسى، يا يحيى، وإنما قال: يا أيها الرسول.
وحينما ينادي: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ}: يأتي ذلك في سياق الدعوة، والتبليغ. ارجع إلى الآية (٤١) في نفس السورة لمزيد من البيان في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ}, {يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ}.
{بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}: ما: اسم موصول؛ يعني: الذي {أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، {بَلِّغْ}: كل من تستطيع من الوحي، أو المنهج كاملاً.
{وَإِنْ لَّمْ تَفْعَلْ}: الواو: عاطفة، إن: حرف شرط.
{لَّمْ}: حرف نفي.
{تَفْعَلْ}: أيْ: تقم بالتبليغ والدعوة.
{فَمَا}: الفاء: رابطة لجواب الشرط، ما: حرف نفي.
{بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}: رسالة الإسلام، والإبلاغ؛ يعني: الإعلام.
{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}: يعصمك: يحفظك، يمنعك، ويصونك من أعدائك؛ أيْ: من القتل، أو الأسر.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}: أيْ: بلغ ما أنزل إليك من ربك، والله هو الذي يهدي من يشاء، وليس عليك هداهم، إنما عليك البلاغ.
{إِنَّ}: للتأكيد. لا: نافية.
{لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}: الذين جحدوا بالله ورسله، وما أنزل الله، لا يهديهم؛ لأنهم اختاروا طريق الكفر، والضلال؛ لأنفسهم، فالله ليس بحاجة إلى إيمانهم.