سورة البقرة ٢: ٦٧
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}:
{وَإِذْ}: أي: واذكر إذ قال موسى لقومه، أو: حين قال موسى لقومه، وإذ؛ ظرف للزمان الماضي.
{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ}: للتوكيد، والقوم: تعني الرجال دون النّساء، أو كليهما معاً.
{لِقَوْمِهِ}: لام الاختصاص، وفيها؛ معنى الحنان، والعطف.
{يَأْمُرُكُمْ أَنْ}: أن؛ مصدرية للتعليل، والتوكيد.
{تَذْبَحُوا بَقَرَةً}: الأمر؛ جاء بذبح بقرة، لماذا؟ لم يُبين السبب هنا، في مطلع القصة، ولكن بيّنه في النهاية؛ كما سنرى.
فكأنه -جل وعلا- ، يقول: قم، أو نفذ الأمر الإلهي، سواء عرفت العلة، أو السبب، أو الحكمة، أم لم تعرفه، و {بَقَرَةً}؛ جاءت بصيغة النكرة، تعني: أي: بقرة، من البقر.
{قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا}: أي: قومه قالوا: {أَتَتَّخِذُنَا}، الهمزة؛ همزة استفهام، إنكاري؛ أي: أتهزأ بنا؛ فنحن نسألك، من قتل القتيل، فتأمرنا أنّ نذبح بقرة.
{هُزُوًا}: من الاستهزاء؛ وهو تحقير المستهزأ به، وتصغير قدره، وفيه؛ معنى العبث.
{قَالَ}: موسى.
{أَعُوذُ بِاللَّهِ}: ألتجأ إلى الله، وأعتصم به، {بِاللَّهِ}؛ الباء، باء الإلصاق.
{أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}: أن؛ تفسيرية للتوكيد.
{أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}: جمع جاهل؛ لأنّ الهزل، في حادثة كهذه، حادثة قتل، يدل على السفه، وعدم العلم بما يقوم به، وكيف أهزأ بكم، وأنا أبلِّغكم ما أمرت به، من ربي.
{أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}؛ ولم يقل: من المستهزئين.
{الْجَاهِلِينَ}: تضم المستهزئين، وغيرهم. ارجع إلى سورة الزمر آية (٦٤)، وسورة الفرقان آية (٦٣) لمزيد من البيان في الجاهلين.