سورة الأنعام ٦: ٢
{هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ}:
{هُوَ}: هو ضمير منفصل؛ يفيد معنى الحصر.
{الَّذِى}: اسم موصول؛ يفيد التوكيد؛ أيْ: هو الوحيد القادر على أن يخلقكم من طين، ولا يوجد غيره -عز وجل- يخلق مثل هذا الخلق.
{مِنْ}: للابتداء.
{طِينٍ}: أيْ: خلق آدم من طين، وخلقكم من آدم، والسؤال هنا: كيف تحول الطين إلى بشر، فالجنين يتغذَّى من دم الأم، والدم مستمد من الغذاء الطعام والشراب، وغذائها وشرابها مستمد من تراب الأرض، فكل هذه الخضار والثمار واللحوم والألبان تستمد غذائها من الأرض وتربتها، فجسم الإنسان فيه أكثر من (١٧) معدن من معادن الأرض، فالإنسان خلق من تراب، وبعد الموت يفنى يتحول إلى تراب مرة أخرى. ارجع إلى سورة الروم، آية (٢٠)؛ لمزيد من البيان, وسورة الحجر آية (٢٦) لبيان مراحل خلق آدم.
{ثُمَّ قَضَى أَجَلًا}: ثم: للتراخي في الزمن، بين الخلق والموت.
{قَضَى}: حكم، وحدّد لكم {أَجَلًا}: تموتون عند انتهائه، والأجل هو الوقت المحدد، أو المضروب؛ لانقضاء الشيء، وأجل الإنسان هو الوقت؛ لانقضاء عمره.
{وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ}: يوم القيامة.
{ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ}: ثم: حرف عطف؛ تفيد الاستبعاد؛ أيْ: إنكم تشكُّون في البعث، بعد هذه الدلائل، والخلق من طين والموت، وتمترون: من المرية، وهي التردد في الأمر، والمرية: مأخوذة من مري الناقة، يَمْريها، إذا مسح ضرعها للدرّ؛ لاستخراج اللبن بعد أن انتهى من حلبها؛ لأنه يشك لا زال فيها لبن يمكن استخراجه.
أيْ: أنتم تمترون بالبعث والحساب، والمراء: هو الجدال بالباطل بعد ظهور وتبيَّن الحق من هذه الآيات، والدلائل على أنه سبحانه الخالق، وأنه الإله الواحد الذي يجب أن يُعبد ويطاع أمره.