سورة البقرة ٢: ٧١
{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِى الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْـئَانَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}:
{إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ}: {تُثِيرُ الْأَرْضَ}: أي: لم تستخدم في حراثة الأرض، أو فلاحتها.
{وَلَا تَسْقِى الْحَرْثَ}: أي: لم تستخدم في إدارة السواقي؛ لسقي الزّرع، إدارة النواعير؛ لإخراج الماء، والحرث هو الأرض المهيأة للزراعة، أو الزّرع؛ إلقاء البذور في الأرض المقلوبة.
{مُسَلَّمَةٌ}: أي: خالية من العيوب، والأمراض، مثلاً: لا عرجاء.
{لَا شِيَةَ فِيهَا}: وهي في الأصل مصدر وشى وشياً؛ أي: إذا خلط لون بلون آخر، يخالف لون سائر جلدها؛ أي: يخالف لونها الأصفر الفاقع، فهي صفراء كلها، لا توجد فيها، بقع ألوان أخرى، وقيل: لا شية فيها؛ أي: لامعة من لون آخر، بياض، أو سواد، وغيرهما.
{قَالُوا الْـئَانَ جِئْتَ بِالْحَقِّ}؛ أي: الآن جئت بالبيان، والوصف التام، والذي لا إشكال فيه، وأوضحت لنا الحقيقة.
والباء: للإلصاق، والحق؛ هو الأمر الثابت الذي لا يتغير.
{فَذَبَحُوهَا}: قيل: لم يجد بنو إسرائيل إلّا بقرة واحدة؛ تنطبق عليها كل المواصفات، فاشتروها، فذبحوها، ونفذوا أمر الله.
الفاء؛ تدل على الترتيب، والمباشرة.
{وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}: وما كادوا يجدونها، أو ما كادوا يشترونها، لثمنها الباهظ، أو ما كادوا يذبحونها؛ لكونهم كانوا يخافون انكشاف فضيحة من هو القاتل.
كاد: من أفعال المقاربة؛ أي: ذبحوها، قيل: كانت هذه البقرة لرجل صالح من بني إسرائيل، ومات، وترك زوجة، وابناً، وبقرة فتية أصبحت بقرة بتلك الأوصاف، وكان الابن باراً بوالدته، ولما أمرهم الله بذبح بقرة، بتلك الأوصاف، وجدوا تلك البقرة فقط، عند هذا الابن، الذي ورثها عن أبيه، وباعها بملء جلدها ذهباً.