سورة الأنعام ٦: ٣٨
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِى الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِنْ شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}:
{وَمَا}: الواو: استئنافية، ما: النافية.
{مِنْ دَابَّةٍ}: من: استغراقية؛ تعني: الشمول؛ أيَّ دابة، مهما كانت. دابة: مشتقة من الدبِّ، وهو المشي، وبعضهم يطلق كلمة الدابَّة على كل ما يدبُّ على الأرض: من إنسان، أو حيوان، أو جنٍّ، وبعضهم يطلقها على الحيوان فقط. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٦٤)؛ لمزيد من البيان، وسورة العنكبوت آية (٦٠) لبيان معنى دابة.
{فِى الْأَرْضِ}: ولم يقل: على الأرض؛ لأن {فِى الْأَرْضِ}: تعطي معنى على الأرض، وفي داخل الأرض معاً، ولأن الأرض تشمل الطبقة الغازية المحيطة بالأرض، والتي هي تخص الأرض.
ولو قال: على الأرض؛ لما شملت الدواب الكثيرة التي تعيش تحت الأرض.
{وَلَا}: الواو: استئنافية، لا: النافية؛ لتوكيد النفي.
{طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ}: من المعلوم أن معظم الطيور تحتاج إلى أجنحة لتطير بها، وذكر {بِجَنَاحَيْهِ}: للتوكيد.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{أُمَمٌ أَمْثَالُكُم}: الأمة هنا معناها: جماعة معينة لها صفات معينة، وعمل، وزمان.
{مَا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِنْ شَىْءٍ}: ما: نافية.
{فَرَّطْنَا}: من التفريط، وهو التقصير والتضييع؛ أيْ: لم نترك شيئاً إلا بيَّنَّاه لكم مما تحتاجون إليه من أمور الدنيا والدِّين.
{فِى الْكِتَابِ}: مثل اللوح المحفوظ، أو القرآن.
{مِنْ شَىْءٍ}: من: استغراقية، وشيء: نكرة.
يشتمل كل شيء صغير، وكبير، مهما كان نوعه وجنسه، والشيء: أقل القليل؛ إلّا وذكر في اللوح المحفوظ، أو القرآن.
{ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}: ثم: للترتيب، والتراخي.
{إِلَى رَبِّهِمْ}: جار ومجرور، اسم الجلالة، وتقديم الجار والمجرور: يفيد الحصر، والقصر، بدلاً من القول: ثم يحشرون إلى ربهم.
{يُحْشَرُونَ}: إليه، وحده يحشرون.
والحشر: يتم بعد البعث من القبور، ويشمل السوق إلى أرض المحشر، والجمع.