سورة الأنعام ٦: ٨٤
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ}:
{وَوَهَبْنَا}: الهبة في اللغة: العطية الخالية من العوض, وشرعاً: تمليك في الحياة بلا عوض, ومن الله هي: عطاء تفضل، تعطى لمن يستحق أو لا يستحق، ولا تكون واجبة.
ولنعلم أنه لا يوجد أيُّ إنسان له حق عند الله؛ إلا ما جعله الله حقاً له، وكل شيء من الله هو هبة، والهبة قد تكون هبة في العطاء، أو هبة في المنع. ارجع إلى سورة آل عمران، آية (٣٨)؛ لمزيد من البيان.
{وَوَهَبْنَا}: أيْ: لإبراهيم إسحاق، ويعقوب هو ابن إسحاق.
{إِسْحَاقَ}: ابن إبراهيم -عليه السلام- ، أمه سارة، ويعقوب: هو ابن إسحاق -عليه السلام- ؛ أيْ: وهبنا لإبراهيم إسحاق أولاً، ويعقوب (ابن الابن) نافلة.
{كُلًّا هَدَيْنَا}: كلاً؛ أيْ: إسحاق، ويعقوب كلاً كان من أهل الهداية والنبوَّة.
وتقديم الواو على {كُلًّا}: تدل على هداية غيرهم من الأنبياء والرسل؛ كقوله: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}؛ أيْ: وعدهم الله الحسنى، ووعد غيرهم.
{وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ}: أيْ: أن الهداية لم تبدأ بإسحاق ويعقوب، بل بنوح -عليه السلام- ، هذا من باب المدح والثناء، وليس من باب الحصر والتخصيص.
{وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ}: الهاء: تعود على نوح، ولا يجوز أن تعود على إبراهيم؛ لأنه ذكر لوطاً؛ وهو ليس من ذرية إبراهيم؛ لأن لوطاً -عليه السلام- كان عمه إبراهيم -عليه السلام- ؛ أيْ: لوط ابن أخي إبراهيم.
داود (وابنه) سليمان، وأيوب ويوسف بن يعقوب، وموسى (وأخاه) هارون.
{دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ}: جمع لهم الملك مع النبوَّة وسليمان بن داود.
{وَأَيُّوبَ}: الابتلاء، والصبر (العبد الصابر).
{وَيُوسُفَ}: الابتلاء، والصبر مع الحكم، ثم الملك، والسلطان في النهاية.