سورة الأنعام ٦: ٩٨
{وَهُوَ الَّذِى أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}:
{وَهُوَ}: ضمير منفصل؛ يفيد الحصر، والتوكيد؛ أيْ: هو وحده {الَّذِى أَنْشَأَكُمْ}.
{الَّذِى}: اسم موصول.
{أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ}: الإنشاء: هو الإيجاد، والخلق، والإحداث؛ أيْ: أنشأكم خلقاً من بعد خلق.
{مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ}: أيْ: من نفس واحدة؛ أيْ: ذات واحدة، هي التي خلق منها آدم، وحواء، فالكل خلق من نفس واحدة. ارجع إلى سورة النساء، آية (١)؛ للبيان.
{مِنْ}: ابتدائية.
{فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ}: فمستقر: الفاء: عاطفة؛ أيْ: أودع الله كل ذرية آدم في صلب آدم، فآدم هو المستقر، وحواء هي المستودع، أو بالعكس؛ أيْ: مستقر في أصلاب الرجال (الآباء)، ومستودع في أرحام الإناث (الأزواج)، أو مستقر في الأرض، على ظاهر الأرض، ومستودع في القبور؛ باطن الأرض. مستقر لها حين تكون حية، ومستودع لها بعد الموت.
{قَدْ فَصَّلْنَا}: أيْ: لم نأتِ بها مجملة، ارجع إلى الآية السابقة (٥٥)؛ للبيان.
{لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}: الفقه لغةً: هو الفهم، اصطلاحاً: هو معرفة الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية مثل القرآن والسنة والإجماع والقياس وغيرها، ويعني: الفهم الناجم عن التأمل، والنظر، والفهم مرحلة تسبق مرحلة العلم؛ فهذه الآيات تحتاج إلى: فهم وتدبر وتفكر لذلك قال تعالى: {لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}، ولا يفقهه الكل يفقهون قدرة وعظمة الخالق، وأنه الإله الحق الذي يجب أن يُعبد ويطاع بينما الآيات في الآية (٩٧) تحتاج أو ينتفع بها قوم يعلمون (فئة خاصة من العلماء بعلم الفلك والنجوم), وإما الآيات في الآية (٩٩) ينتفع بها أو خاصة بالقوم المؤمنين. ارجع إلى سورة النساء آية (٧٨) لمزيد من البيان.