سورة الأنعام ٦: ١١٣
{وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْـئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُّقْتَرِفُونَ}:
{وَلِتَصْغَى}: الإصغاء: هنا يعني الميل؛ أي: تميل إليهم قلوبهم إلى الاستماع إلى زخرف القول وتميل إلى الاستماع إليه؛ أي: تحب الاستماع إليه.
أما السمع: فأن تسمع إلى من يتكلم، وأنت لا تريد، أو ليس هناك رغبة ولا نية في السماع إليه.
{وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ}: الهاء: تعود على زخرف القول غروراً.
{وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ}: أيْ: تميل إلى السماع إليه؛ أيْ: زخرف القول غروراً، قلوب الكفرة الذين لا يؤمنون بالآخرة.
{أَفْـئِدَةُ}: قيل: هي القلوب، أو العقول؛ أيْ: منطقة الإدراك بالعقل. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (١٧٩)؛ للبيان، والحج، آية (٤٦).
{الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}: الباء: للإلصاق، والتوكيد.
{وَلِيَرْضَوْهُ}: أيْ: يقبلون بالباطل، والتزيين، والذنوب، والعمل به، واللام؛ لام الاختصاص، والتوكيد.
{وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُّقْتَرِفُونَ}: من القرف، والاقتراف، وأصل القرف: اقتلاع قشرة الشجرة، أو اللحاء من الشجرة، والجلدة عن الجرح.
إذنْ ليقترفوا: ليكتسبوا ما هم مكتسبون من الإثم، والمعاصي، والذنوب.
إذنْ هناك ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: الإصغاء، والإدراك.
المرحلة الثانية: القبول.
المرحلة الثالثة: التطبيق، وارتكاب الإثم، والذنب.
وتتم المرحلة الأولى: بالسمع، والبصر، والمرحلة الثانية: بالفؤاد، والمرحلة الثالثة: بالنزغ، وارتكاب الإثم، والذنب.