سورة البقرة ٢: ٨٠
{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}:
{وَقَالُوا}: الواو عاطفة، قالوا؛ أي: اليهود.
{لَنْ}: حرف نفي، تنفي المستقبل القريب، والبعيد.
أي: لن تمسنا النار في القريب، أو البعيد، {تَمَسَّنَا}: مشتقة من المس؛ وهو: اللمس الخفيف.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{أَيَّامًا مَّعْدُودَةً}: معدودة؛ بصيغة التذكير، ولم يقل: أياماً معدودات، بصيغة التأنيث، والعدد أحد عشر؛ يعتبر الميزان، فما زاد على إحدى عشر (١١)، يعتبر كثرة، وما نقص عن أحد عشر، يعتبر قلة.
{مَّعْدُودَةً}: بصيغة التذكير؛ للدلالة على الكثرة، وهي كما زعموا (٤٠) يوماً تعادل مدة عبادتهم العجل.
أما {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ}: كما سيرد في سورة آل عمران، الآية (٢٤)، للدلالة على القلة؛ وتعني: (٧ أيام) لاعتقادهم أن عمر الدنيا (٧ آلاف سنة)، وأنهم سوف يعذبون مقابل كل (١٠٠ سنة) يوماً واحداً.
و {مَّعْدُودَةً}: هنا تعادل (٤٠) يوماً؛ قال ذلك ابن عبّاس؛ أي: مدَّة اتخاذهم العجل، وهذا كل مبني على أوهام، ولذلك قال -جل وعلا- لرسوله محمّد -صلى الله عليه وسلم-.
{قُلْ أَتَّخَذْتُمْ}: قل لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-.
{أَتَّخَذْتُمْ}: الهمزة همزة استفهام إنكاري.
{عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا}؛ أي: أعَهِدَ (العهد وعد موثق. ارجع إلى الآية (٢٧) من سورة البقرة)، اللهُ إليكم في التّوراة، أو على لسان أحد، أو أوحى إليكم أنه لن يعذبكم، إلّا كما زعمتم.
فإذا عهد إليكم ذلك، {فَلَنْ}: الفاء (الفاء للتوكيد)، ولن لنفي المستقبل القريب، والبعيد، يخلف الله عهده، للإضراب الانتقالي، وتعني: حقاً، أو بل، والهمزة في أم: للاستفهام الإنكاري.
{أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}: أم: أتفترون على الله الكذب.