سورة الأنعام ٦: ١٢٢
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِى الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}:
{أَوَمَنْ}: الهمزة للاستفهام، وتحمل معنى النفي، والإنكار، والتعجب.
{كَانَ مَيْتًا}: كان كافراً، أو ميتاً بالكفر، فالكافر يشبه الميت، والمؤمن يشبه الحي؛ كقوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} الأنعام: ٣٦. ارجع إلى سورة الفرقان آية (٤٩) لمعرفة الفرق بين مَيْتاً ومَّيِّتاً.
{فَأَحْيَيْنَاهُ}: الفاء: عاطفة، أحييناه بالإيمان والإسلام؛ أيْ: أصبح حياً.
{وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ}: نوراً يمشي: هو نور الإيمان، والقرآن، والهدى.
{يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ}: على بصيرة، ولم يقل: يمشي به بين الأشياء، وإنما اختار الناس؛ لأن الأعمى قد يستطيع أن يمشي بين الأشياء بحذر، وحيطة، ولكن المشي بين الناس مستحيل؛ لأنه سيصطدم بهذا، أو ذاك؛ فيشعر بالذنب، ويتوقف عن المشي ويبتعد عنه الناس، ولا يعني فقط المشي، وإنما عيشته، وسمعته، وسلوكه.
{كَمَنْ مَثَلُهُ}: الكاف: للتشبيه، من: بمعنى: الذي.
{فِى الظُّلُمَاتِ}: في: ظرفية، الظلمات: الكفر، والضلال، والشرك، والمعاصي، والفسق؛ أيْ: كمن يمشي في ظلمات الجهل، والليل، والظلام، والتيه.
{لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا}: ليس: أداة نفي، وهو مستمر، ومستقيم عليها.
{كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}:
أي: كما زُين للمؤمنين إيمانهم، زُين للكافرين ما كانوا يعملون: من المعاصي، والكفر، والأقوال، والأفعال.
وزُيِّن: حُسِّن؛ أيْ: رأى المؤمنون إيمانهم حسناً، وجميلاً، ورأى الكافرون كفرهم شيئاً جميلاً، والمزيِّن: لهم هو: الشيطان، وأهواؤهم، والمزيِّن للمؤمنين: هو الله -جل وعلا- . ارجع إلى الآية السابقة (١٠٨)؛ لمزيد من البيان في معنى زيَّن.