سورة الأنعام ٦: ١٦٤
{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِى رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَىْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}:
{قُلْ}: لهم يا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ رداً على دعواهم لك على عبادة آلهتهم، وترك أمر الدِّين، والرجوع عنه.
{قُلْ أَغَيْرَ}: الهمزة: استفهام إنكاري، وغير: تفيد المغايرة بالذات في هذه الآية.
{أَبْغِى رَبًّا}: ألتمس، أو أطلب ربّاً خالقاً، ومربِّياً، ورازقاً؛ أيْ: لا أبغي ربّاً إلا الله وحدَه؛ فهو يكفي: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} النساء: ١٣٢.
{وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَىْءٍ}: مالكه، وخالقه، ومدبِّره.
{وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا}: قال: {عَلَيْهَا}: وليس: لها؛ لقوله في آية أخرى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}: لها ما كسبت من الحسنات، وعليها ما اكتسبته من السيئات. ارجع إلى الآية (٢٨٦) من سورة البقرة؛ للبيان.
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}: ولا تتحمل نفس وازرة؛ أيْ: إثم أو ذنب نفس أخرى، فكل إنسان مجزيٌّ بعمله، سواء أكان صالحاً، أم سيئاً؛ كقوله تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} الطور: ٢١.
{ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ}: ثم: للترتيب، والتراخي، ثم يوم القيامة إلى ربكم مرجعكم للحساب، والجزاء.
تقديم الجار والمجرور {إِلَى رَبِّكُمْ}: يدل على الحصر؛ أيْ: فقط إليه -جل وعلا- مرجعكم، لا إلى غيره -عز وجل- .
{فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}: الفاء: للترتيب، والتعقيب.
{بِمَا}: الباء: للإلصاق، والتوكيد.
{كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}: كنتم: في الدنيا. فيه تختلفون: من أمور الدِّين، والحق، والباطل، والآيات، والأحكام.