وَلما سمع السُّلْطَان ذَلِك تعجب من مقَالَته ثمَّ حِين فتح السُّلْطَان الْبَيْت الْمُقَدّس خرج إِلَيْهِ الْمجد بن جهبل مهنئا لَهُ بفتحه وحدثه حَدِيث الورقة فتعجب السُّلْطَان من قَوْله وَقَالَ قد سبق إِلَى ذَلِك محيي الدّين بن زكي الدّين غير أَنِّي أجعَل لَك حظا لَا يزاحمك فِيهِ أحد
ثمَّ جمع لَهُ من فِي الْعَسْكَر من الْفُقَهَاء وَأهل الدّين ثمَّ أدخلهُ إِلَى الْقُدس والفرنج بعد مَا خَرجُوا مِنْهُ وَأمره أَن يذكر درسا من الْفِقْه على الصَّخْرَة
فَدخل وَذكر درسا هُنَاكَ وحظي بِمَا لم يحظ بِهِ غَيره
قلت وَسَيَأْتِي فِي فتح بَيت الْمُقَدّس فِي فصل الْمِنْبَر ذكر مَا قَالَه أَبُو الحكم فِي تَفْسِيره وَغَيره مِمَّا يُنَاسِبه وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
وَقَالَ الْعِمَاد تمّ فتح حلب فِي صفر من هَذِه السّنة ومدح القَاضِي محيي الدّين بن الزكي السُّلْطَان بِأَبْيَات مِنْهَا
(وفتحكم حَلبًا بِالسَّيْفِ فِي صفر ... مُبشر بفتوح الْقُدس فِي رَجَب)
فَوَافَقَ فتح الْقُدس كَمَا ذكره فَكَأَنَّهُ من الْغَيْب ابتكره
قَالَ وَيُشبه هَذَا أنني فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين طلبت من السُّلْطَان جَارِيَة من سبي الأسطول الْمَنْصُور فِي الأبيات وَهِي
(يؤمل الْمَمْلُوك مَمْلُوكَة ... تبدل الوحشة بالأنس)
(تخرجه من ليل وسواسه ... بطلعة تشرق كَالشَّمْسِ)
(فوحدة الْعزبَة قد حركت ... سواكن البلبال والمس)