(تشكى إِلَيْك الغرب جور ملوكه ... فأشكيته والجور بِالْعَدْلِ يعكس)
(سيهدى إِلَى المهدية النَّصْر وَالْهدى ... بهديكم فِيهَا وتونس تؤنس)
(رددت كراديس الفرنج وَكلهمْ ... لَدَى الْأسر فِي غل الصغار مكردس)
(وبيضت وَجه الدّين يَوْم لقيتهم ... وأبيضكم من أسود الْقصر أشوس)
(أَفَادَ دم الأنجاس طهر سُيُوفكُمْ ... وَمَا تستفيد الطُّهْر لَوْلَا التنجس)
(شموس ظبى تَغْدُو لَهَا الْهَام سجدا ... فَللَّه نَصْرَانِيَّة تتمجس)
(وَكم كفي الْإِسْلَام سوءا بملككم ... كفيتم على رغم المعادين كل سو)
(وَلَا يفتح الْبَيْت الْمُقَدّس غَيْركُمْ ... وبيتكم من كل عَابَ مقدس)
(لَهُم كل يَوْم فِي جِهَاد مثلث ... إِذا نصروا التَّوْحِيد فَيْء مخمس)
(إِذا مَا تَقِيّ الدّين صال تساقطت ... لأقدامه من عصبَة الشّرك أرؤس)
(وَمَا عمر إِلَّا شَبيه سميه ... شَدِيد على اللأواء ثَبت عمرس)
فصل فِي بَاقِي حوادث هَذِه السّنة
قَالَ الْعِمَاد كَانَ المنجمون فِي جَمِيع الْبِلَاد يحكمون بخراب الْعَالم فِي هَذِه السّنة فِي شعْبَان عِنْد اجْتِمَاع الْكَوَاكِب السِّتَّة فِي الْمِيزَان بطوفان الرّيح فِي سَائِر الْبلدَانِ وخوفوا من ذَلِك من لَا وثوق لَهُ بِالْيَقِينِ وَلَا إحكام لَهُ فِي الدّين من مُلُوك الْأَعَاجِم وَالروم وأشعروهم من تأثيرات النُّجُوم فشرعوا فِي حفر مغارات فِي التخوم وتعميق بيُوت فِي الأسراب