فارتاع الْملك وانزعج فَعرف السُّلْطَان أَنه خامره الْفَزع وساوره الْهَلَع وسامره الْجزع فاستدعاه واستدناه وأمنه وطمنه ومكنه من قربه وسكنه وَقَالَ لَهُ وَذَاكَ رداءته أردته وغدرته كَمَا ترَاهُ غادرته وَقد هلك بغيه وبغيه
ونبا زند حَيَاته ووردها عَن ريه ووريه
ثمَّ جمع الْأُسَارَى المعروفين وسلمهم إِلَى وَالِي قلعة دمشق الناصح الغيدي فَقَالَ لَهُم أَنْتُم تَحت قيدي
وسلمهم إِلَى أَصْحَابه فتسلمتهم الْأَيْدِي وَأمرهمْ أَن يَأْخُذُوا خطّ الصفي بن الْقَابِض فِي دمشق بوصولهم ويحتاط عَلَيْهِم فِي أغلالهم وكبولهم
فَتفرق الْعَسْكَر بِمن ضمته أَيدي السَّبي أَيدي سبا وهادتهم الوهاد والربى
قَالَ وَلما أصبح السُّلْطَان يَوْم الْأَحَد استقام على الجدد وخيم على طبرية وراسل القومصية وأخرجها من حصنها بالأمان ووفى لَهَا وللفرسان بنيها بِشُرُوط الْأمان فَخرجت بمالها ورحالها ونسائها ورجالها وسارت إِلَى طرابلس بلد زَوجهَا القومص بمالها وحالها
وَولى طبرية قايماز النجمي
وَكَانَت طبرية فِي عهد الفرنج تقاسم على نصف مغل الْبِلَاد من الصَّلْت والبلقاء وجبل عَوْف والحيانية والسواد وتناصف الجولان وَمَا يقربهَا إِلَى بلد حوران فخلصت المناصفات وصفت الصفاة وَأمنت الْآفَات هَذَا وَالسُّلْطَان نَازل ظَاهر طبرية وَقد طب الْبَريَّة وَعَسْكَره قد طبق الْبَريَّة