(جَاشَتْ جيوش الشّرك يَوْم لقيتهم ... يتدامرون على متون الضمر)
(أوردت أَطْرَاف الرماح صُدُورهمْ ... فولغن فِي علق النجيع الْأَحْمَر)
(فهناك لم ير غير نجم مقبل ... فِي إِثْر عفريت رجيم مُدبر)
(فَمن الَّذِي من جيشهم لم يخترم ... وَمن الَّذِي من جَمِيعهم لم يؤسر)
(حَتَّى لقد بِيعَتْ عقائل أرهقت ... بِالسَّبْيِ بِالثّمن الأخس الأحقر)
(سقت المماليك الْكِرَام مُلُوكهمْ ... كأسا بِهِ سقت اللَّئِيم الهنفري)
(وعجمت عود صليبهم فَكَسرته ... وَسوَاك ألفاه صَلِيب المكسر)
(أغْلى الأداهم من أسرت وأرخصت ... بيض الصوارم من نهاب الْعَسْكَر)
(وَجعلت شَرق الأَرْض يحْسد غربها ... بك فَهُوَ دَاع دَعْوَة الْمُسْتَنْصر)
(لَا يعدمنك الْمُسلمُونَ فكم يَد ... أوليتهم معروفها لم يُنكر)
(أمنت سربهم وصنت حريمهم ... ودرأت عَنْهُم قاصمات الْأَظْهر)
(مَا إِن رآك الله إِلَّا آمرا ... فيهم بِمَعْرُوف ومنكر مُنكر)
(متواضعا لله جلّ جَلَاله ... وَبِك اضمحلت سطوة المتكبر)
(لم تخل سمعا من هناء مهنئ ... للْمُسلمين وَمن سَماع مُبشر)
(واستعظم الْأَخْبَار عَنْك معاشر ... فاستصغروا مَا استعظموا بالمخبر)
(مَضَت الْمُلُوك وَلم تنَلْ عشر الَّذِي ... أُوتِيتهُ من منجح أَو مفخر)
وَقَالَ أَبُو الْحسن عَليّ بن الساعاتي فِي فتح طبرية