قلت قد وقفت على بَعْضهَا
وَقدم قبل ذَلِك أَن قَالَ لم أزل من أول مَا ولي الْملك النَّاصِر الْأَمر فِي مصر أعلم أَنه مؤيد بعناية من الله سُبْحَانَهُ فامتدحته فِي سنة خمس وَسِتِّينَ بقصيدة تنيف على مئة بَيت مِنْهَا فِي التباشير
(لتظفرن بِمَا لم يحوه ملك ... أَبَا المظفر حظا خطه الْأَزَل)
(دَلِيل ذَلِك آراء لَك اقترنت ... بالحزم والعزم لم يخصص بهَا الأول)
وفيهَا
(قد سَاد إسكندر أهل الزَّمَان مَعًا ... فِي سنّ عشْرين وامتدت لَهُ الْحِيَل)
(وافى الثَّلَاثِينَ والأقطار أجمعها ... طَوْعًا لَهُ وملوك الأَرْض والملل) قَالَ ومدحته سنة سبع وَسِتِّينَ عِنْد قفوله من غزَاة غَزَّة بقصيدة مِنْهَا
(أَبَا المظفر فاهنأ حَظّ منتخب ... أُخْرَى الزَّمَان لدين كَاد ينبتر)
(زهدت فِيمَا سبى الْأَمْلَاك منكدرا ... علما بِملك نعيم مَاله كدر)
(وطبت نفسا عَن الدُّنْيَا وزخرفها ... وَجئْت تقدم حَيْثُ الهول والخطر)
قَالَ ومدحته سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بقصيدة تنيف أَيْضا على مئة بَيت مِنْهَا فِي التباشير
(أرى الرَّايَة الصَّفْرَاء يَرْمِي اصطفاقها ... بني أصفر بالراعفات اللهاذم)
(فتسبي فلسطينا وتجبي جزائرا ... وتملك من يونان أَرض الأساحم)
(وتعنوا لَهَا الْأَمْلَاك شرقا ومغربا ... بذا حكمت حذاق أهل الْمَلَاحِم)