(وصنع ذِي الْعَرْش إبداع بِلَا سَبَب ... فَلَا تقل كَيفَ هَذَا الْحَادِث الْخطر)
(بَينا سباياه تجلى فِي دمشق إِذا ... ملك الفرنج مَعَ الأتراك محتجر)
(إزاءه زعماء الساحلين مَعًا ... مصفدين بِحَبل الْقَهْر قد أَسرُّوا)
(يتلوهم صلبوت سيق منتكسا ... وَحَوله كل قسيس لَهُ زبر)
(وَنحن فِي ذَا إِذا طير صَحِيفَته ... بِفَتْح عكا الَّتِي سدت بهَا الثغر)
(تغزو أساطيلنا مِنْهَا صقلية ... فيذعر الرّوم والصقلاب والخزر)
(من ذَا يَقُول لَعَلَّ الْقُدس منفتح ... إِلَيْك بل سبت يَعْقُوب لَهُ السّفر)
(أَبُو المظفر ينويها فَخذ سفنا ... من بَاب عكا إِلَى طرطوس تَنْتَشِر)
(يسبي فرنجة من أقطارها وَله ... مَعَ الْمَجُوس حروب قدحها سعر)
(وَبَعض أبنائه بالقدس منتدب ... وَبَعْضهمْ رومة الْكُبْرَى لَهُ وطر)
(براية تخرق الأَرْض الْكَبِيرَة فِي ... جمع تَقول لَهُ الْأَجْسَام لَا وزر)
(قَالُوا أطلت مديحا فِيهِ قلت كَمَا ... بدأت فالصب للمحبوب مدكر)
وَأما القصائد القدسيات الَّتِي لَهُ فَمِنْهَا التائية وَقد تقدم ذكرهَا وَمِنْهَا القدسية الْكُبْرَى عَددهَا مئة وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ بَيْتا أَولهَا
(تصاريف دهر أعربت لمن اهْتَدَى ... وبسطة أَمر أغربت من تمردا)
(لسرعة فتح الْقُدس سر مغيب ... وَفِي صرعة الإفرنج مُعْتَبر بدا)
(أَتَوا بجبال أبرمت لإسارنا ... فسقناهم فِيهَا قطينا محددا)
(وساموا تجارًا تشترينا غواليا ... فبعناهم بالرخص جَهرا على الندا)